كشف ضابط روسي متقاعد في فرقة خاصة ملابسات حادثة مثيرة وخطيرة جرت عام 1979، وكادت أن تتسبب في تفجير داخل السفارة الأمريكية بموسكو.

وصرح اللواء المتقاعد غينادي زايتسيف وكان قائدا لفرقة “ألفا” الخاصة لوكالة أنباء “نوفوستي” عشية احتفاله بعيد ميلاده الـ 85، بأن الحظ الحسن حينها أنقذ مبنى السفارة الأمريكية في موسكو من التدمير جراء تفجير وقف وراءه شخص مصاب باختلال عقلي.

وأفاد الضابط السوفيتي المتقاعد بأن شخصا تسلل في 28 مارس عام 1979 إلى داخل السفارة الأمريكية، وطالب الدبلوماسيين بتأمين سفره إلى الولايات المتحدة حيث ينوي الحصول على تعليم عال، وذلك لأنه لم يستطع اجتياز امتحانات القبول في جامعة موسكو الحكومية.

وهدد الرجل في حالة عدم الاستجابة لطلبه بتفجير عبوة ناسفة يدوية الصنع كانت بحوزته، الأمر الذي دفع الدبلوماسيين الأمريكيين إلى طلب المساعدة من الجانب السوفيتي.

واستذكر ضابط القوات الخاصة المتقاعد أنه توجه ومجموعته إلى السفارة الأمريكية على جناح السرعة، بعد أن تلقى أمرا من رئيس “الكي جي بي”.

وهناك بحث الكوماندوز جميع الظروف والتفاصيل مع ممثلي وزارة الخارجية في الاتحاد السوفيتي والسفارة الأمريكية، مضيفا أنه حينها لم يستبعد خيار استعمال السلاح، وتم الحصول على موافقة من الجانب الأمريكي بهذا الشأن.

واتخذ في نفس الوقت أيضا قرار بمحاورة المجرم، لأنه كان مجهولا  تماما بالنسبة للسلطات، ووضعت هذه المهمة على عاتق هذا الضابط الرفيع في القوات الخاصة السوفيتية.

وعن الانطباعات من عملية التفاوض مع الرجل، قال زايتسيف “كانت المحادثة معه مملة جدا.. قال إن اسمه فلاسينكو يوري ميخائيلوفيتش وهو من مواليد عام 1953، وعمل سابقا بحارا في الأسطول التجاري، ولم يتمكن من اجتياز امتحانات القبول في جامعة موسكو، لكني خلال تبادل الحديث معه بعد ذلك تأكد لي أننا نتعامل مع شخص مختل عقليا”.

ولفت الضابط السوفيتي المتقاعد إلى أن الرجل كان طيلة الوقت يضع أصبعه على صاعق التفجير، وكان على أهبة الاستعداد لتفجير العبوة الناسفة في أي لحظة.

وذكر زايتسيف أنه لم يكن ممكنا إجبار فلاسينكو على العودة عن نواياه، ولذلك أعطيت الأوامر لشل حركة الرجل بطلقات في الكتف وساعده الأيمن، لدفعه إلى ترك تأمينة العبوة الناسفة، حتى تتمكن المجموعة من تحييده بعد ذلك واعتقاله.

وروى بأن الرصاص انطلق، لكن فريق الكوماندوز لم يحقق النتيجة المرجوة، لأن فلاسينكو تمكن من الفرار إلى داخل غرفة للخدمات حيث فجر العبوة الناسفة، فشب حريق في الغرفة المليئة بالأثاث، ونقل الرجل في سيارة إسعاف إلى المستشفى، لكنه توفى متأثرا بإصابات ناجمة عن الانفجار.

اللافت في رواية الضابط السوفيتي المتقاعد أن لجنة فنية متخصصة توصلت إلى استنتاج مفاده أن العبوة الناسفة لم تعمل بشكل تام، وكان يوجد بها 3 أقسام، الأول به مسحوق متفجر، والثاني به مادة تي أن تي، وفي الثالث شحنة متفجرة هي الأقوى عبارة عن نصف لتر من حمض البيكريك، قيل إنها لو انفجرت لتعرض مبنى السفارة إلى تدمير جزئي.

وأوضح زايتسيف أن العبوة لم تنفجر بكامل قوتها لأن الرجل خبأ حمض البيكريك في تجويف بجدع شجرة في غابة بضواحي موسكو لشهر ونصف الشهر، و”لحسن حظنا وحظ الأمريكيين، فقد أفسدت الرطوبة الحمض الخطر وأبطلت مفعوله ولم ينفجر، وانتهت العملية عند هذا الحد”.

المصدر: نوفوستي