أعلن إدوارد سنودن، عميل المخابرات الأمريكية الذي هرب إلى روسيا بعد أن سلط الضوء على برامج حكومية سرية ضخمة للتجسس الإلكتروني حول العالم، شروط عودته إلى الوطن والمثول أمام المحكمة.
ويتهم سنودن في بلاده بانتهاك قانون التجسس وسرقة الممتلكات الحكومية، ويقيم في روسيا منذ 6 سنوات بعد أن سرب لصحيفتي “واشنطن بوست” والغارديان”، في يونيو 2013، معلومات في غاية السرية كشفت أن المخابرات الأمريكية والبريطانية تتجسس على الاتصالات الهاتفية والإلكترونية للأفراد والحكومات دون علمهم، من خلال مختلف البرنامج، بينها PRISM وX-Keyscore وTempora.
وقال سنودن في حديث لـ “الإذاعة الوطنية العامة” الأمريكية عبر الهاتف، يوم الخميس: “لم يكن خياري أن أكون هنا، وهذا ما ينساه الناس.. لم يكن خياري أن أعيش في روسيا”.
وشدد على أن الحكومة الأمريكية ألغت جواز سفره، مشيرا إلى أنه طلب اللجوء في 27 دولة منها ألمانيا وبولندا، لكنها رفضت الطلب خوفا من معاقبتها من قبل الولايات المتحدة، خلافا لروسيا.
واعترف سنودن بأن المخابرات الروسية عرضت عليه التعاون حينما كان عالقا داخل منطقة الترانزيت في مطار شيريميتييفو الدولي قرب موسكو، قادما من هونغ كونغ وقاصدا الإكوادور. وأكد أنه رفض كل الاقتراحات الروسية بهذا الخصوص.
وقال: “لو دخلت اللعبة لكنت غادرت المطار في اليوم الأول على متن سيارة ليموزين، وعشت في قصر وكنتم سترون كيف ينظمون (الروس) عروضا في الساحة الحمراء لتكريمي”.
وأضاف أنه عطل، قبل مغادرة هونغ كونغ إلى روسيا، جميع منافذ ومسارات الوصول إلى المعلومات السرية المكشوفة والتي كانت متاحة له سابقا، لأنه لم يعرف ما الذي سيحصل له مستقبلا.
وأضاف أنه سيعود إلى الولايات المتحدة حال ستكون محاكمته عادلة ومنصفة وعن طريق هيئة المحلفين وأن تتاح له إمكانية شرح سبب تسريبه المعلومات الاستخباراتية السرية لوسائل الإعلام، وأن تتوفر للمحلفين إمكانية الوصول إلى الوثائق التي سربها كي يتمكنوا من تقدير الدوافع وما إذا كان تصرف بطريقة صحيحة.
وشدد سنودن على أنه لن يعود إلى بلاده فقط من أجل الاستماع إلى الحكم الصادر بحقه، لأن ذلك سيشكل مثالا سلبيا لمن قد يقع في حالة مشابهة لتلك التي واجهها.
وحذر من أن الحكومات تواصل جمع البيانات الشخصية للمواطنين بشكل مستمر، بما في ذلك بواسطة مختلف الأجهزة المنزلية الذكية مثل الثلاجات والمواقد، مشيرا إلى أن الأطراف المنتجة لها تتحكم بها وليس المشترون والمالكون.
وأضاف: “لم نعد شركاء لتكنولوجيتنا ولم نعد شركاء لحكوماتنا، وإنما بتنا خاضعين لهم. وهذا توجه خطير”.
المصدر: npr.org