أصدر الأديب خلف بن سرحان القرشي، مؤخرًا كتابه “من وحي سورة الكهف …تأملات ورؤى” الصادر عن “منتدى الشيخ محمد صالح باشراحيل – رحمه الله – الثقافي” بمكة المكرمة، وطباعة “دار النابغة للطباعة والنشر والتوزيع” بالقاهرة.
وتفصيلًا: جاء الكتاب في أكثر من (103) من الصفحات، واحتوى على (23) موضوعًا، بالإضافة إلى مقدمة وإهداء، وفهرس وخاتمة، وقائمة بأسماء المصادر والمراجع.
ووصف المؤلف الكتاب في مقدمته بالقول: في الصفحات التالية محاولة متواضعة مني للتدبر والتأمل، لعلها تعين قارئها الكريم لنيل بعض قبس من نور هذه السورة المباركة، وهي مجرد تأملات مجتهد، وليست بتفسير أو بقول فصل، ويعتريها ما يعتري كل جهد إنساني من النقص والقصور والخطأ، فالكمال لله وحده، و”أي أرض تقلني، وأي سماء تظلني إن قلت في كلام الله تعالى برأيي، وزعمت أن ذلك – يقينًا حصرًا وقطعًا- مُرَادُ رب العالمين”.
وأضاف القرشي: “اجتهادي هنا أحسبه يتمشى ويتماهى مع توجيه الله عزَّ وجل المتكرر لنا بالتدبر والتمعن والتفكر في محتوى كتابه، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ، أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) [سورة محمد:24].
(كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ) [سورة “ص”:29].”
ومن أبرز الموضوعات التي تناولها الكتاب:
• لماذا أصحاب (كهف) وأصحاب (رقيم)؟
• علم الخضر عليه السلام وجائزة نوبل!
• العلاقة بين الدجَّال والإعلام المعاصر.
• أفعال الخضر والمسؤولية الاجتماعية.
• قتل الغلام … لماذا؟
• خطورة الكلمة.
• الشيطان يكمن في التفاصيل.
• القدوة والنمذجة.
• متى يخدم الشيطان الإنسان؟
• سورة الكهف … سبات في العنوان وحيوية في المحتوى.
• سبع رحمات وسبعة أيام!
وأعرب القرشي عن سعادته بالإصدار لا سيما أنَّه تصادف مع قدوم شهر القرآن، شهر رمضان المبارك. وقال: “الحمد لله الذي أكرمني بإنجاز هذا العمل المحبب إلى نفسي، والعزيز في قلبي، وسعادتي أكثر لتزامن نشره بالصدفة المحضة مع بشائر مقدم شهر القرآن الكريم شهر البركة والخير والقبول، شهر رمضان الكريم” .
وأضاف: “بعد حمد الله وشكره، أشكر كل من أعانني في إتمام هذا العمل بنصحٍ أو توجيه أو اقتراح، وقبل ذلك وأثناءه وبعده بالدعاء، وأجدها فرصة لأشكر بوجه خاص: (منتدى باشراحيل الثقافي) على تبني القائمين عليه بتوجيه من رئيسه الدكتور (عبد الله باشراحيل)، طباعة الكتاب على نفقتهم، كما أشكر دار النابغة للطباعة والنشر بالقاهرة، والعاملين بها، والتي تولت مهمة الطباعة بشكل جميل وجذاب، ومحفز على القراءة، وذلك بمتابعة دؤوبة من صاحبها ومديرها الدكتور (أسامة البحيري)، ولا يفوتني شكر المبدع الفنان (عبد الرحمن الأديب) الذي قام مشكورًا بتصميم غلافي الكتاب بمهنية حرفية، وذوقيةٍ جماليةٍ عالية”.
وبيّن في مقدمته سبب اختياره سورة الكهف موضوعًا لكتابه، وقال: “وجهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، معلم الناس الخير، وقائدهم نحو كل ما ينفعهم دنيا وآخرة إلى قراءة سورة الكهف بصفة دورية (أسبوعيًّا)، وما ذلك إلا للتزود بشحنة إيمانية ومعرفية، وتوجيهات سديدة دافعة ومعينة، وجاء توجيهه الكريم عليه الصلاة والسلام هذا في عدة أحاديث شريفة؛ تُرَغِّبُ في قراءتها كل يوم جمعة لتتغلغل حِكَمُهَا الجليلة في وعي الإنسان، وكذلك في عقله الباطن طيلة أيام الأسبوع.
وتابع: أحسب أن في تلاوة المسلم هذه السورة العظيمة كل أسبوع تذكيرًا له بالمنهج الحق، والمنهاج القويم؛ كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وبما أن الحالة هذه، تَوَجَّبَ على كل مسلم، وانبغى لكل إنسان الإثراء من كنوزها، والرَّيُّ من معينها الذي لا ينضب، والإفادة مما حوته من آيٍّ عِظَام، وقَصٍ هادف للصغار والكبار”.
ويعد الكتاب إضافة ثريةً لمكتبة القرآن الكريم التدبرية والتأملية العامرة، ويمتاز الكتاب عن بعض مثيلاته بربط محصلة تدبر مؤلفه وتأمله العميق في الآيات بالواقع المعاش، والدعوة والمحاولة لاستثمار ذلك في تحسين وتجويد حياة الإنسان المسلم والمجتمع الإسلامي، وتفعيل مرادات وغايات القرآن النبيلة، وتوظيفها حيّة في مسيرة الأمة أفرادًا وشعوبًا.