كثير من الأوصاف المتناقضة ألصقها سوريون بعبد الباسط الساروت الذي قتل أثناء المعارك في ريف حماة أمس، وترواحت المواقف منه بين من رفعه أعلى المقامات ومن جعله أسفلها.

ـ هو إرهابي، قاتل، طائفي، كان يدعو في بعض أغانيه إلى القتل، (بالذبح جئناكم)، يقول سوريون.

ـ هو شهيد مناضل، منشد الثورة، وحارسها، وأيقونتها. يقول سوريون.

وحتى في تشييعه: ثمة من قال إن مئات شاركوا في التشييع وثمة من رفع العدد إلى آلاف، ومن رفعه ليشمل اللاجئين السوريين في تركيا.

كما يحدث غالباً تنقسم الآراء بشكل حاد بخصوص ما يمت للأزمة السورية المستمرة منذ سنوات، ولا يبدو أن ثمة وسطاً.

ومع الإعلان عن مقتل الساروت برز اتجاهان في تقييم السوريين له: ثمة من بدأ ينعى حارس نادي الكرامة الحمصي سابقاً (27 عاماً) بعبارات حارس الثورة، ومنشدها، بل إن فريقاً من السوريين شبهه بالثائر ذي الشهرة العالمية غيغارا. وفي المقابل كان فريق آخر يعيد نشر فيديو يظهر فيه الساروت (مؤسس كتيبة شهداء البياضة، وأحد قياديي “جيش العزة”) وهو يغني مع مجموعة أغلبهم من المقاتلين ومما جاء في الأغنية:

“قالولي إرهابي .. قلت الشرف ليا” ثم تتوعد الأغنية شريحة من السوريين بالقول “بالذبح جئناكم، بلا اتفاقية”

 أيقونة .. ثائر

جماعة الإخوان المسلمين في سوريا وصفت الساروت بأنه “قمر الشهداء”

وقالت الجماعة في بيان: “عهدا للشهيد عبد الباسط الساروت ولكل من سبقه من إخوانه الأبرار.. أننا في جماعة الإخوان المسلمين على الطريق ماضون.. وعلى العهد ثابتون.. حتى يفتح ربنا بالحق وهو خير الفاتحين”

وعلى نهج بيان الجماعة كتب عدد من قيادييها والمحسوبين على خطها، ينعون الساروت.

 

برهان غليون، وهو أول رئيس للمجلس الوطني السوري، كتب على صفحته الشخصية: “خسرت سورية باستشهاد عبد الباسط الساروت بطلا من أبطالها ورمزا من رموز ثورة الكرامة والحرية التي أطلقها جيله وأصبح منشدها الأبرز”

الممثل السوري مكسيم خليل جعل الساروت في مرتبة عمر المختار، وروبن هود، ووليام والاس.

صورة أخرى للساروت تظهره إرهابياً، وقاتلاً، إذ أعاد سوريون آخرون نشر فيديوهات يظهر فيها الساروت داعياً للقتل لدواع طائفية، وفي أحد الفيديوهات يخاطب داعش، والنصرة، ويدعوهم إلى توحيد الجهود لمقاتلة “النصارى، والشيعة”

وفي تسجيل آخر تم تداوله على صفحات التواصل الاجتماعي، يظهر الساروت واحداً بين مجموعة ينشدون أغنية تدعو إلى “الذبح”.

رئيس حركة البناء الوطني أنس جودة، يرى أن “حالة الساروت” ليست حالة منفردة، ويرى أنها تمثل نموذجاً لمنطق تفكير وموجة “على الحراك منذ بداياته الأولى وهي الدفع للتسليح وتصبيغ الحراك المدني بصبغة إسلاموية”

ويقول في صفحته على الفيسبوك:

“لم تكن حالة الساروت ( بالذبح جيناكم )عفوية وليست ردا على عنف الأجهزة بل جاءت بسبب فشل الحراك التظاهري باستقطاب شرائح أكبر من المجتمع، وهذا التوجه هو من قتل وحفر قبر أي امكانية للتغيير السلمي الديمقراطي”

……..

الساروت

كان حارس نادي الكرامة السوري ومنتخب شباب سوريا قبل عام 2011.

برز منذ بداية الأحداث منشداً في المظاهرات التي شهدتها مدينة حمص، واشتهر بلقب منشد الثورة، أو بلبل الثورة.

كان من الذين انتهجوا طريق استخدام السلاح، وأصبح أحد قادة “كتيبة شهداء البياضة”.

انضم إلى “جيش العزة” المصنف إرهابيا، وكان قائد لواء فيه، قبل مقتله.

فقد أربعة من أشقائه في مدينة حمص بين عامي 2011 و 2014.

ثمة معلومات تقول إنه “بايع تنظيم “داعش” مع العشرات من مقاتليه، إلا أن التنظيم رفض المبايعة”.

نفى في تسجيل مصور تلك المعلومات وأكد أنه لم يبايع التنظيم، إلا أنه توعد في التسجيل ذاته، كل من يطلق تلك “الإشاعات” كما وصفها.

دمشق – أسامة يونس