قال الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، عمرو فاروق إن تفجيرات 11 سبتمبر 2001، لا تزال تحمل الكثير من الأسرار حول الخلايا النائمة التي تشكلت في مدينة هامبورغ.
وأشار فاروق في حديث لـ RT إلى أسباب اختيار 19 عنصرا من جنسيات مختلفة لتنفيذ الهجوم الذي هزت أصداؤه العالم.
وأضاف فاروق أنه وفقا لاعترافات مسؤول التدريب في معسكرات تنظيم القاعدة في أفغانستان، فإن تعداد الخلية التي خططت ونفذت الهجمات الثلاث في الحادي عشر من سبتمبر، على برجي التجارة العالمي، ومبنى البنتاغون الأمريكي، كان 21 شخصا، من جنسيات مختلفة، جميعهم دون “خلفيات جهادية” سابقة معروفة، باستثناء قائدي الخلية الملكفان مباشرة من أسامة بن لادن، وهما خالد شيخ محمد ورمزي بن الشيبة.
وأوضح فاروق أن الذين نفذوا العمليات فعليا، كانوا 19 شخصا، ولم يشارك شيخ محمد ولا رمزي بن الشيبة في العمليات، وكان “أمير” المجموعة المنفذة محمد مالك الأمير، أو محمد عطا، المكنى بـ”أبو عبد الرحمن المصري”، طالب دراسات الهندسة العليا في ألمانيا.
وأشار فاروق إلى أن تلك التنظيمات مولعة بالتسمية واختيار مسميات لها معان، تخاطب بها أتباعها في المقام الأول، فكان اختيار 19 عنصرا فقط لتنفيذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر، لتبعث رسائل إلى اتباعها في العالم الذين يفكرون بالطريقة والمنهج ذاتهما، مشيرا إلى أن قاعدة اختيار الرسائل والرموز لدى “الفكر الجهادي” موجودة حتى في اختيار أسمائهم الحركية.
وأكد فاروق أن التحقيقات كشفت أن العقل المدبر لخلية هامبورغ والشخصية المؤثرة التي كانت تمسك بيدها كافة الخيوط التي تحرك أعضاء الشبكة الآخرين، هو بالفعل الطالب المصري محمد عطا (33 عاما) الذي قاد الطائرة التي ضربت البرج الجنوبي من مركز التجارة العالمي في 11 سبتمبر 2001.
وأوضح فاروق أن محمد عطا سافر إلى اسطنبول عام 1994، ومنها توجه إلى حلب، لدراسة تخطيط منطقة خارج باب النصر، والتي ألهمته موضوع الماجستير الذي شرع في إجرائه، حتى انتهى منه بعد 5 سنوات. بعدها بعام، أدى فريضة الحج وهذب لحيته، وعاد بهيئته الجديدة إلى هامبورغ.
وأشار إلى أن تحركات عطا من بعد تلك المرحلة أصبحت غريبة إلى حد ما، بدأها بتأجير منزل في هامبورغ، بالشراكة مع رفاقه، وأسموه “دار الأنصار”، وهو ما يشبه في مسماه “بيت الأنصار”، الذي أسسه زعيم تنظيم “القاعدة” أسامة بن لادن في مدينة بيشاور الباكستانية.
ولفت فاروق إلى أن محمد اختفى في الفترة 1997 – 1998 عن هامبورغ، دون أن يعلم أي من المقربين منه السبب، إلا أن رمزي بن الشيبة، منسق هجمات 11 سبتمبر، أكد أنه كان في أفغانستان، وأصبحت كُنيته “أبو عبد الرحمن المصري”.
وأشار فاروق إلى أنه في صيف عام 2000، رافق الثنائي مروان الشحي وزياد جراح زميلهما محمد عطا إلى فينسيا غربي فلوريدا، في الولايات المتحدة الأمريكية، بغرض الالتحاق بمدرسة “هوفمان” لتعلم قيادة الطائرات.
وتابع أن محمد عطا تمكن من قيادة الطائرة متعددة المحركات، حتى حصل على رخصة القيادة في 21 ديسمبر 2000.
وقال فاروق إنه قبل أشهر قليلة من تنفيذ العملية المتفق عليها، أصبح محمد عطا المسؤول عن 19 رجلا على الأراضي الأمريكية، متخذا من السعودي نواف الحازمي نائبا له، وتوجهوا جمعيا إلى الساحل الشرقي لفلوريدا. وخلال توزيع المهام، تولى بنفسه قيادة فرقة مكونة من 4 أفراد، واختار تدمير برج التجارة الشمالي.
ويشرح فاروق أنه قبل العملية بـ 3 أيام، توجه عطا إلى بوسطن رفقة زميله السعودي عبد العزيز العمري، وقضيا ليلتهما في فندق “سويس شاليه”، وفي صباح اليوم التالي، أي قبل التنفيذ بـ 24 ساعة، توجه إلى مطار المدينة لمعاينة الأوضاع، مشيرا إلى أنه قبل 15 ساعة من التنفيذ توجه محمد عطا، ومعه عبد العزيز العمري، إلى بورتلاند في ولاية ماين، وطلب المبيت وحيدا في غرفة حملت رقم 232، قبل أن يستيقظ صبيحة يوم الـ11 من سبتمبر، ومعه ملابسه وجواز سفره وسكينه.
وأوضح فاروق أن محمد عطا ورفاقه وصلوا إلى مطار “بوسطن لوجان”، على متن طائرة على خطوط “أمريكان إيرلاينز”، في رحلة حملت الرقم 11، على أن تقلع في الساعة الثامنة إلا ربع، قاصدة لوس أنجلوس، حاجزا مقعده رقم d8 الخاص برجال الأعمال.
وأشار فاروق إلى أن 15 دقيقة من إقلاع الطائرة كانت كافية لمحمد عطا ورفاقه لاختطاف الطائرة، قبل أن يتولى بنفسه قيادتها مغيرا مسارها إلى منهاتن، قاصدا برج التجارة الشمالي، الذي ارتطم به في الثامنة و44 دقيقة.
القاهرة- ناصر حاتم
المصدر: RT