سلط مقال نشره موقع “مجلس العلاقات الخارجية” الأمريكي، الضوء على التحديات التي تواجهها رؤية النفط السعودية، حيث أشار إلى تحديات صعبة تتمحور جميعها حول أسعار النفط.
وقال المقال، إن السعودية تواجه معضلة الإبقاء على أسعار النفط عند مستويات مرتفعة ومواجهة النفط الصخري في الولايات المتحدة، وخاصة مع وجود توقعات في تراجع تكلفة إنتاج الخام الصخري.
وعن أبرز التحديات التي تواجه أكبر مصدر للنفط في العالم، أشار المقال إلى الضغوطات التي تتعرض لها أسعار النفط الذي يعتمد الاقتصاد السعودي على عائداته، والحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، وخطر انكماش الاقتصاد العالمي بسبب هذه الحرب، إضافة لزيادة قدرة بعض الأعضاء في “أوبك” على رفع الإنتاج.
وأضاف المقال أن جهود السعودية بتوسيع الأعمال التجارية والاستثمارات في مجالات التكرير والبتروكيميائيات وكذلك الغاز الطبيعي العالمي، من شأنها أن تساعد المملكة في التغلب على التغيرات الكبيرة القادمة في أسواق الطاقة العالمية.
– تحدي أسعار النفط
تشير الدراسات إلى أن التكامل عبر سلسلة القيمة البترولية يمكن أن يعزز الأرباح على المدى البعيد للشركات الكبيرة مثل “أرامكو” السعودية. وركزت السعودية جهودها على الحد من تقلبات دورة أسعار النفط من خلال دورها في اتفاق خفض الإنتاج المبرم بين دول منظمة “أوبك” والمنتجين من خارجها بقيادة روسيا.
وفي حديث على هامش تجمع كبير للطاقة في أبو ظبي، طمأن وزير النفط السعودي الجديد، الأمير عبد العزيز بن سلمان، الذي تمتد خبرته الطويلة إلى أعلى المستويات في قطاع النفط السعودي، أسواق النفط، وقال إن “تحالف (أوبك+) سيظل قائما على المدى الطويل”.
وحتى في الوقت الذي تهيئ فيه السعودية نفسها للمستقبل، فإن التحديات الحالية التي تواجه سوق الطاقة، وهي الحاجة لأسعار نفط مرتفعة، تعد مسألة شائكة، وخاصة مع استمرار الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتي أثارت مخاوف من ركود اقتصادي في آسيا التي تعد سوقا مهمة للطاقة.
– النفط الإيراني
تعد احتمالات وصول المزيد من النفط الإيراني إلى الأسواق ضربة أخرى لأسعار النفط، لا سيما أن تدهور العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين يزيل الحوافز التي تدفع الصين للالتزام بالعقوبات الأمريكية المفروضة على طهران.
كما أن الجهود الفرنسية لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني تعد عاملا داعما لصادرات النفط الإيرانية، ما يضغط على أسعار النفط. فضلا عن ذلك، فإن إنتاج النفط العراقي ينمو ولا تزال الإمارات تمضي قدما في خططها لزيادة طاقتها الإنتاجية من النفط إلى 4 ملايين برميل يوميا بحلول نهاية عام 2020.
يضاف لهذه التحديات التي تواجهها أسواق الطاقة، النفط الصخري في الولايات المتحدة، ولا سيما بعدما توقع البعض تراجع تكاليف إنتاج النفط الصخري، إلا أنه من المرجح أن يؤدي خفض التكاليف والأتمتة إلى قلب الموازين لصالح العديد من الشركات
المصدر: “Council on Foreign Relations”